(إطلالة واقعية ونظرة مستقبلية)
الصين بلد قليل قاصدوه من الدعاة العرب ، وقد أكرم الله تعالى الأخ الفاضل والداعية الموفق الأستاذ أحمد محمد سعيد السعدي بزيارته والدعوة إلى الله فيه.. فجزاه الله عنا ماهو أهله فقد سد ثغرة وأسقط جزءاً من فريضة الكفاية عن الأمة.
الأستاذ أحمد السعدي مدرس في العديد من المعاهد الشرعية في دمشق ، وخطيب وداعية متخصص في تعليم الإسلام والعربية ، وله مع الإخوة الصينيين جولات موفقة ، وقد أكرمنا بملخص عن جزء من رحلته ، فبارك الله فيه وأجرى الخير على يديه.
تمهيد :
يمتاز المسلمون الصينيون بتاريخ عريق امتد ما يزيد على ثلاثة عشر قرناً ، ويظهر من المراجع التاريخية الصينية والعربية أن المسلمين كانوا قد وصلوا إلى الصين أيام الأمويين ، وعلى الرغم من أن تحديد وقت دخول المسلمين لأول مرة إلى هذا البلد يحتاج إلى تحقيق قد لا يفضي إلى معرفة قطعية ، غير أن المؤشر المهم ها هنا هو عراقة الإسلام في الصين ، وأعني بالصين جنوبها وشمالها على حد سواء ، ذلك أن مسجد أبي وقاص والواقع جنوب الصين قد يبلغ عمره نحواً من أربعة عشر قرناً أو أقل قليلاً ، أما إقليم شينغ جانغ والذي يتبع الصين اليوم فإن المسلمين فيه يرجعون إلى عرق تركي ولا شك أن إسلامهم يعود إلى عهد الفتوحات الإسلامية في البلاد التي تقع شمال إيران ( ما وراء فارس ) . وعلى كلٍّ ينتشر المسلمون الصينيون اليوم في كل المقاطعات الصينية تقريباً ابتداء من منغوليا شمالاً ووصولاً إلى يونان جنوباً وهما مقاطعتان يقطنهما الكثير من المسلمين .
تعداد المسلمين الصينيين وتوزعهم في المقاطعات الصينية :
تتراوح تقديرات عدد المسلمين في الصين ما بين ثلاثين مليوناً ومئة مليون ، وإذا كان تحديد تاريخ دخول الإسلام إلى الصين صعباً أو متعذِّراً فإن إجراء إحصائية دقيقة لعددِ مَنْ ينتسبون إلى الإسلام أشد صعوبة في تقديري ، غير أن الملتزمين بالإسلام في حده الأدنى لا يتجاوز بضعة ملايين في اعتقادي ، ذلك أن جمهور من ينتسب إلى الإسلام لأن آباءهم أو أهليهم مسلمون لا يعلمون عن الإسلام شيئاً ، وقد أخبرتني طالبة صينية في جامعة شي آن حين زرت مدينة شي آن والتقيت باتحاد الطلبة المسلمين فيها بأن الكثير من المسلمين هنا لا يعقدون قلوبهم على إيمان صحيح وهي تعني جيل الشباب الجديد الذي قد يمارس بعض الطقوس المرتبطة بالعبادات الإسلامية تقليداً لا قناعة وإيماناً فبعض الشباب المسلم مثلاً يصوم في رمضان لأن أهليهم عودوهم ذلك ، وإذا كان هذا هو الحال في مدينة ينتشر فيها المسلمون فما بالك بالمدن الكبرى كبكين وشنغهاي ؟!!
على أن التزام المسلمين بدينهم بشكل عام يتأثر بجانب كبير في ناحيتين : الأولى المقاطعة التي يسكن فيها هؤلاء المسلمون ، والثانية : كونهم يسكنون في الريف أو المدينة . وإذا نظرنا من الناحية الأولى ألفينا نشاطاً بارزاً للمسلمين في بعض المقاطعات تبعاً لكثرة عديدهم هناك واذكر هنا أربعة مقاطعات زرت منها اثنتين وهي شانغ يانغ ( تركستان الشرقية ) وما زال المسلمون يشكلون فيها أغلبية رغم التهجير المنظَّم للصينيين غير المسلمين إليها ، ويونان في الجنوب وهي مقاطعة فرَّ إليها المسلمون في بعض الأدوار التاريخية ، وهما مقاطعتان لم أستطع زيارتهما إبان تجوالي في الصين ، والمقاطعتان اللتان اطلعت على أحوال المسلمين فيهما هما نين شياه وهي مقاطعة صغيرة لكن وجود المسلمين فيها كثيف قد يشكل أغلبية في بعض مدنها ، وكانسو وفيها مدينة لانجو حيث ينشط المسلمون هناك رغم كون المدينة تعج بمظاهر الحضارة المعاصرة . وإذا خرجنا باتجاه الجنوب أو الشرق فإن المسلمين لن يشكِّلوا مظهراً واضحاً في مقاطعات تغلب عليها الصبغة التجارية . وبهذا يكون وجود المسلمين أكبر في الشمال ( منغوليا مثلاً ) والوسط ( نين شياه وقانسو ) وباستثناء يونان في الجنوب فإن الإسلام يكاد يغيب عن جنوب الصين إلا في مدن العرب التجارية ككوانجو حيث تظهر بعض المظاهر الإسلامية لا نتيجة إسلام أهل المدينة بل لزائريها والمقيمين فيها من خارج الصين . وهناك ناحية تلفت النظر وهي كثرة المسلمين في المقاطعات ذات الثروات الطبيعية والباطنية الكبيرة ، وعلى سبيل المثال فإن النفط في تركستان الشرقية قد يفوق [بعض] ما لدى دول الخليج العربي ، وهذا يفسر لنا الضيق الذي يتعرض له المسلمون هناك ولا سيما أن بعضهم يطالب بالانفصال عن الصين.
أما الناحية الثانية فإن هناك قرى صينية تتمسك بالإسلام أكثر من تمسك المسلمين العرب في قراهم وقد ذهبت إلى قرية في نين شياه يظن الإنسان وهو يتجول فيها أنه في عهد الصحابة وذلك لما فيها من مظاهر تدين صادق مع سماحة وطيب قلب ومعاشرة . أما في المدن الكبيرة فإن المسلمين - لا سيما جيل الشباب - لا يلتزمون التزاماً حقيقياً ولا في الحد الأدنى من الالتزامات الشرعية . وقد أخبرني أحد الشباب المسلمين الصينيين أن الملايين من الشباب المسلم الصيني لا يعلمون من دينهم سوى حرمة لحم الخنزير .
انتعاش المسلمين مؤخراً في الصين :
تناوبت على المسلمين أحوال تقلبوا فيها بين العز والاضطهاد عبر سني التاريخ ، وقد وصلوا في بعض الأدوار إلى القيادات العليا في الدولة حتى إنهم فوتوا أكثر من فرصة ليحكموا هناك كما حكموا في الهند ، وإذا أردنا أن نقصر الحديث على القرن الماضي فمما لا شك فيه أن المسلمين ساءت أحوالهم زمن الحكم الشيوعي المتشدد ، وكانوا قد أنشأوا قبل الثورة الشيوعية عدداً كبيراً من الجمعيات الإسلامية مثل جمعية شبان الشعب الإسلامي الصيني والتي أنشأت سنة 1933م في بكين غير أن المسلمين عانوا زمن ماوتسي تونغ من الاضطهاد والقتل والتشريد ما حملهم على ثورات عدة كانت بدايتها مع الجنرال حسين مايوفان عام 1949م وقد نجم عن مجمل هذه الثورات مكاسب حصلها المسلمون لكن دون ما كانوا عليه قبل الحكم الشيوعي ، وعلينا هنا أن نفرِّق بين تركستان الشرقية والتي ما زالت تحت رقابة مشددة من قبل الحكومة الصينية حتى إن الرجل ليمنع من تعليم أولاده حروف الهجاء العربية داخل بيته وبين سائر الصين حيث حصل المسلمون على جملة من الحريات منها اعتراف الدولة بدين الإسلام اعترافاً رسمياً والسماح بممارسة العبادات كالصلاة والسفر بنية الحج مع الإذن المحدود في بعض مناطق المسلمين بإقامة مدارس ومعاهد دينية . وقد استفاد المسلمون الصينيون بلا شك من انفتاح الصين مؤخراً على العالم ، وسماحها ببعض الحريات التي كانت مسلوبة إلى عهد قريب مما حسَّن أوضاع الدعوة الإسلامية نوعاً ما داخل الصين عبر سفر بعض الشباب الصينيين إلى الدول العربية والإسلامية للتعلم والدراسة ، وسفر بعض الدعاة إلى الصين وإن بشكل محدود .
المساجد في الصين :
تنتشر المساجد في كثير من المقاطعات الصينية ، بعضها قديم يرجع إلى عهود الإسلام الأولى ، وبعضها جديد وقد كثر جداً في الآونة الأخيرة . وقد زرت عدداً من المساجد القديمة منها مسجدان في شي آن يرجع تاريخ أحدهما إلى أكثر من ألف عام في حين بني الثاني قبل نحو سبع مئة سنة ، ومن المدهش أن هذا المسجد قد نقشت على حيطانه آيات القرآن من الفاتحة إلى الناس باللغة العربية في الأعلى وترجمتها في الأسفل بحيث تقرأ على جدران المسجد المصحف كاملاً مع ترجمته إلى الصينية ، وهذا المسجد يعج بالسياح الغربيين لكن لا يكاد يدخله إنسان مسلم من خارج الصين وقد فوجئ بي الإخوة القائمين على المسجد وقالوا بنبرة التعجب : عربي يزورنا ؟!!
أما المساجد الجديدة فقد زرت بعضها في لينشيا في مقاطعة كانسو ، وهذه المدينة فيها من المساجد ما يفوق بعض المدن العربية فلا تكاد تسير نحواً من مئة متر حتى تجد جامعاً آخر بسعة الأول أو يزيد وبعض المساجد الجديدة هناك يتألف من ستة طوابق ويتسع للآلاف من المصلين . وقد اتجه المسلمون مؤخراً إلى البذخ في المساجد حتى سمعت أن مسجداً في مقاطعة يونان في الجنوب قد أنفق عليه ملايين الدولارات كما رأيت بنفسي بعض مساجد الصوفية وزواياهم وهي آية في الجمال ومثال على البذخ لا يقارن بمساجد العرب وزواياهم . وقد زرت قبة شيخ النقشبندية الخفية ( الخوفية ) في خون كان كان زي وقد بنيت هناك مبانٍ عظيمة متنوعة المشارب بعضها على الطراز العربي وبعضها مستفاد من العمارة الباكستانية والتايلندية بالإضافة إلى النموذج الصيني .
المعاهد الشرعية :
يهتم المسلمون الصينيون بمعاهد الإناث أكثر من اهتمامهم الذكور ، وهي سمة موجودة في بعض الدول الإسلامية وإنما ترجع لأسباب عامة لا تخص الصينيين وحدهم ، منها أن النساء في ظل الانفتاح الحضاري يلجأن إلى الدراسة الشرعية رغبة منهن أو من أهليهن في الابتعاد قدر الاستطاعة عن مجالات الفتن دون الانعزال عن المجتمع ، كما أن عاطفتهن الدينية تدفعهن لمحاولة بذل قصارى جهدهن في التقرب إلى الله ، بالإضافة إلى أن الجانب الأوسع لهذه الدراسة تتوافق مع ميول النساء الفطرية في التعلم . غير أن مشكلات حقيقة تواجه الفتاة الصينية التي ترغب في العلم الشرعي ، وقد حدثتني هناك بعض الطالبات عن أن كثيراً من الشباب يقولون لهن إنَّ طلبكن للعلم حرام بسبب السفر دون محرم إلى أماكن المعاهد التي لا تتوافر في كل منطقة من المناطق التي يكثر فيها المسلمون ، وقد تجد هذه المعارضة من أهلها حتى ولو كانوا متدينين ذلك أن المعاهد بشكل عام إنما تقام في المناطق النائية والقرى البعيدة عن المدن لأسباب تتصل بموقف الحكومة الصينية من التعلم الديني . ومع ذلك فقد رأيت بعيني إقبال الفتيات على المعاهد البعيدة هذه رغم مشقات البعد عن الأهل وشدة الأنظمة داخل بعض المعاهد مع ما تعانيه من حاجات مستمرة للمال مما ينعكس على راحة الطالبات ووضع طعامهن وكسائهن . وقد رأيت بعض الطالبات يقصدن المعهد دون حجاب حتى إذا درسن فيه التزمن الحجاب الكامل مع الثياب الفضفاضة . وهنا لا بد أن أسجل اهتمام البنات بدراستهن داخل المعاهد الشرعية أكثر من الذكور بكثير ، كما أن أعمارهن تتفاوت بين الصغيرات دون العشرين والأمهات فوق الأربعين ، وهذا أيضاً بخلاف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين .
وتعاني المعاهد في الصين عامة سواء كانت للذكور أو للإناث من حاجة ماسة للمال ، على أن بعض هذه المعاهد يتلقى دعماً خارجياً يغنيه عن انتظار صدقات الصينيين ، وقد زرت عدداً من المعاهد التي بدت مكتفية إلى حد ما من الناحية المادية غير أن ما تصرفه راتباً للمعلم لا يكفي لعيشة أمثاله . ولربما أعطت بعض المعاهد رواتب مغرية لأساتذة اللغة الأجنبية مثلاً في حين تبخل على المدرسين الدينيين في المعهد نفسه . ويمكنني المقابلة ها هنا بين معهدين معهد للإناث زرته في قرية وي جو في مقاطعة نين شياه وواجهت مصاعب جمة في الوصول إليه ، ومعهد للذكور في لينشيا في مقاطعة كانسو حيث يبدو المعهد متناسباً مع القرن الحادي والعشرين الذي نعيشه بكل أدوات الحضارة من حواسيب واتصالات ومخابر لغوية وغير ذلك .
شيء آخر يتعلق بالمعاهد وهو قضية المنهاج ، فالمناهج هناك تفتقر إلى أبسط القواعد التربوية الحديثة في أساليب التدريس ، ففي حين ينتشر تدريس كتاب مثل درة الناصحين على طلاب لا يعرفون من العربية غير حروفها رغم ما في هذا الكتاب من أحاديث واهية لا يسندها سند ولا يؤيدها عقل في بلد ملحد رفع راية \” الدين أفيون الشعوب \” تغيب الكتب المعاصرة السهلة الواضحة ، وتنتشر الدراسة الفقهية والخلافات المذهبية في حين تختفي أو تكاد دراسة الأصول العقلية للعقيدة الصحيحة . يضاف إلى ذلك كله ضعف المدرسين حيث يتخرج الطالب من معهد لا تتجاوز الدراسة فيه ثلاث سنوات على الأغلب ليصبح مدرساً وهو لم يتقن بعدُ أهم الأساليب اللغوية العربية .
هذه الإشكالات التي تواجه المعاهد الشرعية بعد أن خفَّ الضغط الحكومي عليها إلى حد ما ، تحتاج إلى نظرة استراتيجية لإنهاضها يمكن أن ألخص بعض ركائزها الضرورية :
1- ينبغي أن يختار المكان الذي يراد بناء المعهد عليه قريباً من المواصلات العامة المنتظمة من جهة ، وبعيداً عن ما يسبب حساسية لسلطات المقاطعات من جهة أخرى .
2- يجب تأمين مورد مادي منتظم ودائم يغطي حاجة المعاهد من جهة القدرة على إيواء الطلاب وإطعامهم ، ومن جهة إسكان المدرسين ورواتبهم .
3- على المعهد أن يربط طلابه به ما استطاع لذلك سبيلاً ، وأن يؤمن لهم مصدر رزق يكفيهم بعيداً عن إغراءات كوانجو وغيرها من المدن التجارية التي تحتاج للمترجمين إلى العربية ، وذلك بعد تخرجهم من المعهد .
4- لا بد من إعادة النظر في جميع مناهج المعاهد الشرعية الصينية ، بحيث يكون التركيز على الحوار في اللغة ، والنحو الوظيفي المرتبط بأمثلة معاصرة ، والاستغناء عن تفاصيل علمية لا يحتاجها الطالب في حياته هناك ، مع إدخال مواد جديدة كعلوم القرآن والحديث إلى المناهج عامة ، وعلى المعاهد أن تتواصل لأجل توحيد مناهجها قدر الاستطاعة .
5- على المسلمين الصينيين الغيورين - وهم غير قلة - أن يتعاونوا لإنشاء معاهد عليا لتخريج الأساتذة ، استغناء عن السفر خارج الصين والذي يسبب أحياناً بعد الطالب عن محيطه وثقافته وكيفية التعامل مع مجتمعه .
6- إن من واجب العرب المسلمين ، وعلمائهم وطلاب العلم منهم ، أن يحاولوا قدر الاستطاعة مد جسور التواصل مع المسلمين الصينيين في أي صورة من صور التواصل الممكنة ، وكل مُقصِّرٍ سيلقى جزاءه إن لم يبذل جهده في سبيل إنهاض هذه الأمة التي دخلها الإسلام مبكراً ثم غاب عنها مؤخراً أو يكاد .
7- لا جرم أن الإخلاص ينبغي أن يدفع الدعاة الذين يتوجهون شمالاً لبذل جهدهم في الشرق في الصين واليابان وكوريا ، قاصدين وجه الله لا التمتع بملهيات الحضارة الغربية .
صوفية وسلفية :
تنتشر أربع طرق صوفية في الصين أهمها الطريقة النقشبندية وهي تقسم إلى فرعين خفية وجهرية ، وقد زرت إبان إقامتي في الصين مركزين للصوفية الخوفية ( النقشبندية الخفية ) وقد لاحظت أن الصوفية في الصين هم أغنى المسلمين الصينيين وأكثرهم ترتيباً وتنظيماً . غير أنهم فقراء من جهة العلم والتدين ، فلا يكادون يعلمون من الدين سوى تقديس الشيخ وتطبيق أوامره ، وفي المقابل عاد جماعة من الشبان من دول تنتشر فيها آراء الوهابية وهم مرفوضون تماماً من عامة المسلمين وعوامهم خاصة . ونتج عن عدم حكمة هؤلاء الشباب في طرح أفكارهم وما يعتقدونه صواباً في مجتمع لا يعرف من الإسلام سوى اسمه مصائب ليس أقل من تلك التي ظهرت حيناً في أوربا والذي يبدو لي - والله أعلم - أن دعاة الوسطية هم الأقرب لقيادة المسلمين وتوجيههم ، ولا أعني بالوسطية سوى الحكمة في طرح الأفكار لا تغيير الأحكام والعقائد باسم الوسطية .
عقبات وبوادر مشجعة لتجاوزها :
هناك بعض الشباب المسلم المتحمس في الصين والذي يريد أن يصنع شيئاً لأمته ، وهو مستعد لفداء الإسلام بروحه غير أن ذلك بحاجة إلى إزالة بعض المعوقات ، فمن ذلك انتشار الدعوات التنصيرية بين المسلمين ، ولا بد لهذه الدعوات من مواجهة بدعوة إسلامية معتدلة رشيدة تتعاون مع المخلصين من الشباب المسلم هناك . ومن ذلك الجهل الذي يعم أوساط المسلمين في المدن فلا ترى للإسلام أي صدى لدينهم في حياتهم وسلوكهم مع غياب قيادات إسلامية رشيدة تعمل في سبيل إعادة المسلمين لما كانوا عليه قبل اشتداد وطأة الحكم الشيوعي ويضاف إلى ذلك فقر الكثير من المسلمين حيث يعيش الكثير منهم في قرى فقيرة كأنها صحراء البدو العرب عندنا وقد ظهرت بوادر مساعدة تسهل تجاوز هذه الإشكالات والحمد لله حيث كثر العاملون في المجال الديني هذه الأيام - نوعا ما - وأنشأت عدة مواقع إسلامية باللغة الصينية على الأنترنيت يزورها الآلاف من الصينيين يومياً بالإضافة إلى إصدار الطلاب الصينيين في الخارج مجلات إسلامية يعملون على نشرها داخل الصين وهذا كله بحاجة لمساعدة عربية منظمة ومتعاونة مع المخلصين من الشباب المتحمس للوصول للنتائج المرجوة .
أحمد محمد سعيد السعدي
دمشق 17/1/2006م