للعام الخامس على التوالي، ينطلق الإثنين 15-3-2010 الأسبوع الثقافي الذي ينظمه الطلاب المسلمون في جامعة “رادباود-نايميخن” جنوب هولندا، ويستمر حتى التاسع عشر من نفس الشهر، ويشارك فيه طلاب غير مسلمين.
وبحسب الموقع الإلكتروني لـ”جمعية الطلاب المسلمين” بالجامعة، يحاضر خلال تلك الأيام أساتذة من جامعة رادباود، والجامعة الإسلامية في روتردام، وجامعة لايدن، وجامعة برمنجهام، وتركز هذه المحاضرات على موضوعات تتعلق بـ”السياسة والبيئة والأخلاقيات الطيبة من العالم الإسلامي”.
بيتر كوبنس (هولندي مسلم)، وأحد مؤسسي الجمعية، أكد على أهمية هذه الملتقيات الثقافية قائلا لـ”إسلام أون لاين.نت”: “إبراز دورنا كطلاب مسلمين في تنمية المجتمع، بالإضافة إلى سبل مشاركتنا مع الطلاب الآخرين غير المسلمين كي نعمل معاً كشركاء على تحسين جهود تنمية المجتمع في جميع الميادين، هما أهم أهداف هذا الأسبوع الذي ننظمه منذ 5 سنوات”.
وأضاف كوبنس -الذي أنهى دراسته الجامعية ويقوم حاليا بتحضير دراسات عليا- أن “هذه الملتقيات الثقافية السنوية، والتي يشارك فيها طلاب من غير المسلمين، تمثل فرصة لتفعيل الحوار مع الآخر، وتعريفهم بالإسلام بشكله الصحيح والشامل”.
وأوضح أننا “عبر هذه الملتقيات وتلك المحاضرات والحلقات النقاشية وورش العمل نناقش عددا من المسائل المتعلقة بالسياسة والاقتصاد والبيئة، ونوضح فيها وجهة نظر الإسلام إزاءها”.
الحفاظ على البيئة
وعن الجديد هذا العام، لفت كوبنس إلى أنه “سيتم طرح قضية الحفاظ على البيئة وموقف الإسلام في ذلك؛ نظرا لأنها أضحت مسألة باتت تقلق غالبية دول العالم”.
وحول أهمية هذه الأنشطة الطلابية للطلاب المسلمين داخل الجامعات الهولندية، قال محمود الصيفي -الباحث في “فقه الأقليات والإسلام في الغرب” بنفس الجامعة، وأحد المحاضرين في فعاليات هذا الأسبوع-: إن “النشاط الطلابي في المرحلة الجامعية بشكل عام يعتبر أحد روافد المعرفة بجانب المناهج الدراسية، خاصة في عصر تأتي فيه القوى البشرية كأهم عوامل التنمية”.
وتابع: “ينطبق هذا الأمر بشكل أكبر على الطلاب في مجتمع الأقليات أو المسلمين في الغرب؛ إذ هذا المجال من أخصب المجالات وأكثرها حيوية للتفاعل وتلاقح الثقافات، وتبادل الأفكار، وتعزيز قيم الحوار؛ مما يسهم في إبراز الوجه الحضاري والإنساني للإسلام والمسلمين”.
غير المسلمين
وعن نظرة الأساتذة وطلاب الجامعات من غير المسلمين، إلى هذه الأنشطة، أكد الصيفي أن هذه الفعاليات تشهد “حضورا فاعلا من غير المسلمين، ومنهم من تكون له إسهامات إيجابية، ومن خلال تجربتي الشخصية في حضور أنشطة سابقة يعبر الكثير منهم عن إعجابهم بها، وتأثيرها الإيجابي في إزالة التصورات الخاطئة، كما أن الجامعة تدعم مثل هذه الفعاليات وتوفر الإمكانات اللازمة لتنفيذها”.
وأردف قائلا: “مثل هذه الفعاليات تقدم لغير المسلمين في المجتمع الجامعي رؤية مختلفة عن الصور النمطية السلبية والتي غالبا ما تفرزها المعالجة الإعلامية غير المنصفة، أو بعض الممارسات الخاطئة لمن ينتسبون للإسلام”.
يشار إلى أن هذه الجامعة تقع في مدينة نايميخن جنوب هولندا، وهي جامعة كاثوليكية، وفيها نسبة كبيرة من الطلاب المسلمين، كما أن بها قسما للغة العربية والدراسات الإسلامية.
ويقدر عدد الطلاب المسلمين في الجامعات الهولندية بنحو عشرات الآلاف، ويرجع عدم معرفة العدد بالتحديد؛ نظرا لأنه لا يسمح بالتمييز على أساس الدين بين المواطنين أو الطلاب.
ويشكل مسلمو هولندا مليون شخص تقريبًا من إجمالي 16 مليونا هم عدد سكان البلاد، ومعظم هؤلاء المسلمين من أصل تركي أو مغربي.
نقلاً عن إسلام أون لاين.