مقابلة أحمد معاذ الخطيب مع برنامج الشريعة والحياة: نحو حلف فضول جديد (15-8-2012)
نـص الحــلقـــة:
عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم على الهواء مباشرة في هذه الحلقة الجديدة من برنامج الشريعة والحياة، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2] في أواخر القرن السادس الميلادي قبل الإسلام تداعت قبائل من قريش إلى حلف، فاجتمعوا له في دار عبد الله بن جدعان فتعاقدوا وتعاهدوا أن لا يدعوا ببطن مكة مظلوماً من أهلها أو من سائر الناس إلا كانوا معه على ظالمه حتى ترد له مظلمته، وسمي ذلك العهد بحلف الفضول وتبرز الحاجة اليوم إلى مثل هذا الحلف في ظل الحديث عن مفهوم التدخل الخارجي، وما يسمى بالشأن الداخلي في ظل سفك الدماء وارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين، وفي ظل التوترات الطائفية والأهلية، فكيف يمكن الاجتماع على حلف فضول جديد؟ وما وجوه العمل المتجاوزة لحدود الدولة والانتماء؟ نحو حلف فضول جديد موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الشيخ أحمد معاذ الخطيب، خطيب جامع بني أمية الكبير في دمشق سابقاً، مرحباً بكم فضيلة الشيخ.
معاذ الخطيب: السلام عليكم أهلاً وسهلاً أخي الكريم وبارك الله فيكم.
صور التعاون المنشودة في ظل عمليات القتل والإجرام
عثمان عثمان: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: 2] ما وجود التعاون المطلوبة اليوم في ظل القتل والإجرام وسفك الدماء؟
معاذ الخطيب: أولاً: أتوجه إلى شعب سوريا العظيم بوافر التقدير والاحترام على شجاعته وبطولته النادرة في وجه الظلم والحديد والنار، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبته على الحق وأن يفتح له أبواب الخير من أجل مجتمع متماسك يعيش في ظل العدل والحرية والطمأنينة، ثانياً: أعزي الأمة المسلمة بوفاة العلامة الدكتور عمر سليمان الأشقر وبسائر علمائها وشهدائها ودعاتها وإنا لله وإنا إليه راجعون، أخي الكريم أحمد الله سبحانه وتعالى وأصلي وأسلم على نبيه وآله وصحبه وبعد، الآن التعاون المطلوب في وجه ما يحصل لم يعد أمراً محلياً، خرجت الأمور من المحلية إلى وضع عالمي وإنساني، على سبيل المثال نحن الآن نتوجه إلى عالمية الخطاب وليس إلى محليته، ولا يوجد عصر اضطهد فيه الإنسان مثل هذا العصر حقيقة المذابح الدماء منذ ثلاثة آلاف سنة وحتى الآن ربما بضع سنوات توقفت فيها الحروب، فلا بد الآن من خطاب إنساني عام يوقف توحش الإنسان على أخيه الإنسان في الحديث الصحيح: {إِنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سقت كلبا فَغُفِرَ الله لَهَا وأدخلها الجنة} وأنا أقول في هذا العصر هناك فرائض جماعية تناط بالمجتمع الدولي كله بكل أجهزته وآلياته ودوله وحكوماته وشعوبه من أجل إعادة الكرامة أو رد الكرامة إلى الإنسان، ولو سمحت لي دقيقة: على سبيل المثال: مثلا سوف تقول لي: ما هو التطبيق العاصر لهذا الحديث أن المرأة التي غُفر لها؟ أو في حديث مسلم: {أن رجلاً أزاح غصن شجرة عن طريق فغفر الله له} أنا أقول أن أمثال الشباب والصبايا الذين هم في عمر الزهور يجمعون من مدخراتهم الشخصية سفناً ويذهبون بها إلى المحيطات ليوقفوا التجارب النووية هي التعبير عن ذلك، هي جزء من إيقاف تغول البشر على البشر، الآن نحن لم نصل إلى هذه الرفاهية التي توجد في بعض الدول لأن الذي يجتث في بلاد المسلمين وفي بلادنا السورية في الذات هو الإنسان بقبضه وقضيضه وثقافته وحضارته ودينه وأخلاقه وبنائه، بل يجتث الطفل والمرأة والشيخ المسكين بل الحيوان الأعجم الذي لا يفهم شيئاً فإذن كان الانتقال إلى هذا الخطاب هو الشيء المهم جداً في هذه المرحلة..
عثمان عثمان: كيف يمكن ترجمة هذا التعاون على البر والتقوى؟
معاذ الخطيب: هذا الأمر له آليات كثيرة، الأمر الأول: على الإنسان أن يفهم ما هو مركزه في هذا الكون، الأنبياء كلهم أرسلوا من أجل كرامة الإنسان، قتل من قتل واستشهد من استشهد من الأنبياء من أجل المحافظة على كرامة الإنسان، نحن أحياناً نغرق في التفصيلات وننسى الأصول الجامعة، على سبيل المثال لو رأينا إنسان يسجد لوثن لا تتحمل عقولنا هذا الأمر، ولكن عندما تعبد شعوب بكاملها لحزب أو لجهة ما ولا يسمح لها بالتنفس، خمسون عاماً من الظلم من الفساد من القهر من الاستبداد، ثم كل من يريد أن يتكلم يكون مصيره إما القتل وإما السجن وإما النفي وإما التشريد وإما الحرمان من أقل الحقوق التي تليق بالبشر، فمعنى ذلك أن هناك خللاً في فهمنا حتى للدين لأنه الدين لم يأت ليهادن الظلم الدين كرامة الدين حرية الدين عدالة وكل دين يرمي بالبشر في الظلم فهو دين مردود على صاحبه..
عثمان عثمان: هنا السؤال فضيلة الشيخ، لماذا كان هذا الصمت لمدة خمسين عاماً دون أي حراك أو مواجهة للظلم التي تتحدث عنه؟
معاذ الخطيب: في الحقيقة لم يصمت الشعب أبداً، ما فيه أمة على فكرة فيها ظلم وتصمت، ولكن يكون أحياناً دموع الناس تغالبها وتكتم جراحاتها وآلامها وتسيل دماؤها ولا أحد يشعر، الشعب السوري مظلوم منذ خمسين سنة بهذا الاستبداد الذي خيم على رأسه ولم يدع مجالاً لشيء، الشعب السوري بطبيعته شعب متسامح شعب طيب يغفر يتسامح يتراحم، فاستغل من بيدهم مقاليد الأمور هذا الأمر وظنوا أن هذا الشعب نام أو مات وسكروا بهذا الأمر، بينما هذا الشعب المسكين كان يمضغ جراحه، وكانت هذه الآلام تتراكم في قلبه وفي عقله وفي روحه وتتفاعل يوماً بعد يوم حتى أفضت إلى هذا الحراك الذي حصل في سوريا والذي أنا برأيي الشخصي وسأشرحه لاحقاً كنت أتمنى لو أن الدولة كانت عاقلة وأن هذا النظام كان عاقلاً، واستجاب لمطالب بسيطة جداً هي من أقل مطالب البشر في أي مكان إذن لنجينا من هذا المصير المؤلم الذي تساق إليه البلد.
عثمان عثمان: عندما نتحدث عن خمسين سنة من الظلم والاستبداد كما ذكرت منذ قليل، هل تتوقع لهذا النظام أن يستجيب في هذه الأشهر القليلة لأي دعوات عقلانية؟
معاذ الخطيب: أنا أتمنى ذلك، أخي الكريم أنا أعتبر الحرب من أكبر الآثام التي يحملها البشر، هناك ذنوب فردية وذنوب جماعية أنا ضد الحرب ضد السلاح ضد الاقتتال، ولكن هذا النظام هو الذي ألجأ الناس إلى حمل السلاح وهذا حق مشروع للإنسان، كيف يقبل الإنسان أن يستباح بيته وتغتصب حرماته وتنتهك أمواله وهو ساكت! يعني نحن أخي مبدئنا {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] ولكن هذا النظام حقيقة نظام لا يفهم، نظام لا يريد أن يفهم، نظام سكران بنشوة القوة التي بقيت في يده خمسين سنة، ونسي أن الأنظمة والحضارات والأمم والشعوب والقوى كلها تخضع لسنن الله سبحانه وتعالى وكلها تفنى {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ} [الرحمن:26] فهذا النسيان وهذا السكر بنشوة القوة هو الذي أدى إلى ذلك أنا لا أتوقع من النظام أن يقوم بمبادرة وإن قام بها فيجب أن نمد أيدينا إلى ذلك، ولا أتوقع! ولكن دعنا نرى ماذا سيفعل هذا النظام أمام هذا السفك للدماء وأمام هذا التدمير وأمام هذا التوحش غير المسبوق، ستاليني غراد حقيقة لا تقارن أمام ما يحصل.
مفهوم الإثم والعدوان في الخطاب الديني
عثمان عثمان: بالعودة إلى نص الآية القرآنية هناك دعوة للتعاون على البر والتقوى ونهي عن التعاون عن الإثم والعدوان، ما المقصود بالإثم والعدوان هنا؟
معاذ الخطيب: أخي كل شيء يضاد الحق فهو إثم، كل شيء يقيمه العدل والحق هو مطلوب لصلاح الحياة البشرية، فنحن في كثير من الأحيان ننسى كما قلت لك نغرق في الآثام الفردية، الآن هناك ذنوب جماعية ترتكب هناك أمة تسكب دماؤها، وبصراحة أنا لم آت من المريخ ولم آتي من كوكب آخر هذا الكذب المفضوح الذي يمارس دائماً أنا رأيت بعيني وشاهدت من أول يوم لهذه الانتفاضة المباركة كيف تلقي الشباب بالسكاكين وبالعصي وبالأدوات لكهربائية، في أول مظاهرة في جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي والله كانوا في داخل المسجد يقولون الله أكبر عندما انقضت عليهم العصي الكهربائية بعد ذلك كانت هناك وقفة احتجاج أمام وزارة الداخلية قامت بها بعض الفتيات والنساء الفاضلات منهن الأخت الفاضلة سهير الأتاسي، يا أخي في اي بلد الإنسان يعبر عن حقه مضغوط أنا أطالبك كدولة بإطلاق سراح المعتقلين، ناس مسالمين رأيتهم بعيني النساء من شعورها تشد كما تشد الكباش والنعاج بعد ذلك يقولون: نحن المتظاهر السلمي لا نقربه، المعارض السلمي لا نقربه، المعارض النظيف لا نمسه من هؤلاء الناس الذين تتحدثون عنهم؟
عثمان عثمان: هل الحزبية الضيقة هل التفرد بالسلطة؟ هل محاولة إدعاء تمثيل الإسلام يعتبر نوعاً من أنواع التعاون على الإثم والعدوان؟
معاذ الخطيب: أخي الكريم هناك أمر أوسع من ذلك، الآن من نواتج الحراك في سوريا هذا الحراك المبارك الذي كنت أتمنى ولا زلت أتمنى أن يحل بطريقة سياسية إن كان هناك عقل في هذا النظام..
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ تتمنى ذلك نتحدث عن عشرات آلاف القتلى، عن مئات المعتقلين عن دمار عن اغتصاب عن إجرام، هل هناك من مساحة لهذه التمنيات؟
معاذ الخطيب: النظام يقول: دعونا نبحث عن حل سياسي روسيا تقول: دعونا نبحث عن حل سياسي، إيران تقول: أفضل الحل حل الأمور سياسياً، للأسف الشديد صارت كل الدول وصية على هذا الشعب السوري الذي لا يريد أوصياء من أحد، فنحن نقول لهذه الجهات جميعاً تفضلوا واطرحوا مشروعكم فإن قبله هؤلاء الناس الذين دمرت بيوتهم وانتهكت أعراضهم وسجن أولادهم وانتهبت ممتلكاتهم فهذا أمر جيد جداً، ولكن هم في نفس الوقت أحرار في المضي في الطريق الذي يحفظ كرامة هذا الشعب التي تنتهك في كل لحظة، لم يعد الشعب السوري يتحمل هذا الظلم أبداً وهو يريد تغيير، التغيير هو ليس لكسب الوقت لصالح النظام، النظام انتهى في أعين الشعب وانتهى في المجتمع الدولي وانتهى عند الإنسانية الحائرة، الأمر هو لحقن دماء الناس وليس لأي شيء آخر من أجل عدم سفك المزيد من الدماء، من أجل رحيل هذا النظام بشكل سلمي وبشكل سلس من دون أن يسبب المزيد من العداوات والشقاء والآلام للبشر، أما بالنسبة لسؤالك الأساسي الذي انطلقنا منه أخي الكريم الآن هناك أحد نواتج الثورة السورية الحراك السوري المبارك وهو سقوط التدين الكلاسيكي، وأنا أقول بملء فمي هناك ثلاثة محاور الآن تحت الامتحان الخطير وأنا مسؤول بذلك لأنه الأمة الراشدة لا يلزمها أوصياء من أحد، هناك تطور تحصل نواتجه لاحقاً في الفكر السني حيث تقوض الفكر الجبري الذي هو قريب إلى عصور الانحطاط في أيام أوروبا في القرون الوسطى، الذي يوهم الناس أن الحاكم هو منة من الله سبحانه وتعالى وأن مخالفته فيها إثم عظيم ولكم الجنة أيها المساكين وعليكم أن تقنعوا بما يرميه لكم السلطان من الفتات من الحقوق، هذه إرادة الله سبحانه وتعالى هذا الفكر الجبري الخطير الذي تسلل إلى الإسلام من وثنيات أخرى سوف يتقوض، الأمر الآخر وأنا لا أتدخل في أحد كل إنسان حر في معتقداته هذا تحليلي الشخصي وربما يحتاج إلى رفد، أيضاً للأسف الشديد إخواننا المسيحيين العاقلين كلهم مع الحراك ولكن هناك بعض رجال الدين المسيحيين يقفون مع الظالمين وليس كلهم طبعاً، هؤلاء أيضا يضعون المسيحية في ظرف يدفعها إلى التطور والخروج من قمقم الهيمنة والوصاية التي تفرض عليها فرضاً، الله سبحانه وتعالى أجل أن يحشر اسمه في كل قضية مادية أو في كل قضية لها مصالح مرتبطة بهؤلاء الأشخاص، اسم الله سبحانه وتعالى مقدس يقاتل الناس تحت رايته ويحملونه من أجل الحرية ومن أجل العدالة وليس من أجل إبقاء نظام ظالم..
حقوق الأقليات في سوريا
عثمان عثمان: ولكن ألا تعتقدون أن هؤلاء المسيحيين الذين كما وصفتهم يقفون مع الظلم هم خائفون من المستقبل أيضاً يخافون من الطغيان السني من السلفية القادمة من الاستبداد القادم باسم ديمقراطيات وهم عملياً سيكونون ربما من وجهة نظرهم كهذا النظام القائم الآن؟
معاذ الخطيب: صحيح قبل أن أجيبك أذكر النقطة الثالثة وهي: الفكر الشيعي أيضاً على المحك كله وسأتطرق إلى ذلك لاحقاً، الآن موضوع الأقليات أخي هي حقيقة موضوع شائك هناك عندنا في سوريا أكثر من ملف نحتاج إلى علاجه ويحتاج إلى بيان، ملف الأقليات وملف الأفكار والثقافات، ملف الأقليات: حقيقة أنا أشعر بهذا الشعور إنه إنسان يعيش ضمن محيط ثقافي قد لا يرتضيه لنفسه فهو يشعر أحياناً بالخطر أو القلق، الطوائف التي تعيش في سوريا تحمل هذا الهاجس ولها الحق في ذلك، الإنسان يبحث عن أمنه عن ضمان واستمرار وجوده ولكن أنا أقول لهؤلاء العاقلين أن الشعب السوري وجد قبل أن يوجد الحزب البعثي الاشتراكي الموحد رضي الله عنه وأرضاه، الأمة موجودة بطيفها الذي احتضن الجميع والذي كان وعاء للجميع وارجعوا إلى آبائكم وأجدادكم وتاريخ هذه الأمة كيف احتضن هذا المكون الكبير المضطهد دائماً نتحدث عن حقوق الأقليات ويجب أن نتحدث عن حقوق الأقليات، ويجب أن نراعيها ولكن الدعاء الأكبر لإخواننا فارجعوا إلى ما كنا نعيشه، أنا سأذكر لك مثال واحد كيفية تصرف هذا الجسم هذا الطيف العظيم الذي حمل هم الأمة كلها مو هم الإسلام ونحن مسلمون مثلاً المذهب السني فرضاً ولكن أنا أقول لك: أنا أعرف امرأة أظن أنها بالتسعينات في العمر استشهد لها ولدان في تدمر فأقسمت أن ترقص في الطريق عندما يموت أحد أولاد حافظ الأسد، وعندما توفي باسل الأسد والله كانت تبكي قالت: يا حرام هذا أمه قديش تبقى زعلانة عليه، هذا هو مكوننا وهذا هو شعبنا..
أهمية حلف الفضول في العصر الحالي
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ نعود إلى موضوع حلف الفضول، حلف الفضول يعني كما ذكرنا هو كان قبل الإسلام والنبي عليه الصلاة والسلام قال: {لو دعي فيه بالإسلام لأجبت} ماذا يمثل حلف الفضول اليوم؟
معاذ الخطيب: أخي الكريم ما هو أوسع من حلف الفضول قوله تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} أوسع منه قوله تعالى..
عثمان عثمان: الاتجاه السياسي يا دكتور في المفهوم الشرعي للآية.
معاذ الخطيب: تمام، قوله تعالى أرسل الأنبياء لماذا جميعاً ليقوم الناس بالقسط هناك مقاصد الشريعة الإسلامية وهناك مقاصد لكل الشرائع، فالشرائع كلها تدور على إقامة العدل فإذن هذا الحلف هو مناداة طبعاً إذا أردت بعض التفضيل الفقهي أنه أتى رجل فضيلة من أحد أهالي مكة، فتنادى أشراف مكة وفضلاؤها إلى نصرته وبعد ذلك كان هذا الحلف لمناصرة كل ضعيف والنبي عليه الصلاة والسلام يقول في حديث سنده حسن أن هذا الحلف شهده وكان شاباً في مقتبل عمره وقال: {لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت} فهذا الأمر هو أمر شرعي يوطد أن الإنسان هو القيمة الأساسية في محور الحياة، الدين يأتي ليعلي كرامة الإنسان، هذه الجوانب أحياناً تخفت مع الوقت يسود الشكل التقليدي للتدين وهو المحافظة على بعض الأجزاء المطلوبة والضرورية، ولكن أحياناً تغيب الأصول فحلف عبد الله بن جدعان هو أحد المنائر الأساسية في التاريخ الإسلامي وحتى الإنساني في مناصرة الضعيف بشكل مطلق..
عثمان عثمان: إذن القيمة المطلقة تتجاوز كل الحدود وكل الطوائف..
معاذ الخطيب: أكيد، أحياناً الإنسان يظن أن العدل أو الحرية إنما هي نعمة مناطة به، وأن الآخرين لا يستحقونها أخي الأمر الذي لا يفتح أبواب الخير للأمة بكاملها هو أمر نخبوي هو أمر مغلق هو أمر يعرض الأمة كلها للاهتزاز لأن الأصل هو التساوي في الحقوق والواجبات، الأصل هو البحث عن علاقة تشاركية في أي مجتمع فهذا يقتضي نوع من المقاصد الواسعة التي تلم شمل الأمة كلها ولا تقتصر على بعض الجزئيات التي قد يدمر حولها..
مبادرة ضبط الأمور وحقن الدماء
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ أنتم أطلقتم في بداية الثورة وثيقة أو معاهدة أو اقتراح ما للملمة الوضع وضبط الأمور وحقن الدماء يعني لو تعطينا صورة موجزة عن هذه التجربة.
معاذ الخطيب: أخي هناك تجربتان: الأمر الأول في السنة الماضية تقريباً في خلال شهر آذار بدايته كان هناك مبادرة 3 صفحات اسمها مبادرة الإنقاذ الوطني قبل مؤتمر الإنقاذ في إسطنبول ما لها علاقة به، وقدمت إلى أعلى المراجع وأنا احترت حقيقة لماذا رفضت كانت بالحقيقة تحرص على البلد كله، فاعتبر أن هذا البلد خط أحمر بكل مكوناته حتى الدولة أخي الكريم نحن لا نريد أن تفكك الدولة، لا يظن أحد أننا نسر عندما يقتل ضابط أو شرطي من الأمن أو عنصر أمن هؤلاء الناس أبناء البلد وكل شيء هو خسارة، وأنا سأقول فكرة مهمة جداً وسائل الإعلام والنظام السوري دائماً يتحدث عن وجود مؤامرة كونية وأنا أبصم له بالعشرة يا إخواننا هناك مؤامرة كونية على سوريا يراد لسوريا أن تخرج ضعيفة كائن ما كان من حكمها ولكن من الذي يمرر هذا المشروع الآن؟ من الذي يقتل؟ من الذي يدمر الجيش؟ من الذي يزج بأبناء الشعب السوري في مواجهة بعضهم؟ من الذي يحرك الأمور الطائفية؟ من الذي يذبح؟ من الذي يهدم؟ ستقول لي: عصابات مسلحة هذه العصابات التي لم تعد تنتهي؟ أين كانت أجهزة الأمن التي كانت لا تخفى خافية يعني لو ضربوا سحارة بسوق الهال سوق الخضار 15 تقرير أمني يرفع! كيف تسللت كل هذه العصابات؟ وإن كانت نائمة هذه الدولة أنا لا أشعر أبداً بالضيق من أجل بلدي ولو ظلمتني، أنا أقول أنني أشعر بالثقة أن وراء ظهري كمواطن الآن 15 جهاز أمن يحميني من كل تسلل، فيه عندي قوى كثيرة في المنطقة فيه عندي موساد وعندي مخابرات روسية وأميركية وغيرها، أشعر بالأمن بكل ثقة أنه توجد أجهزة أمنية تحمي البلد ولكن أين كانت نائمة؟ وعندما استيقظت بدل أن تبحث عن معاقد الخلل اشتغلت بهذا الشعب المسكين الذي فوق حرمانه من حقوقه خمسين عاماً يراد له أن يقتل ويذبح ويجتث من الجذور وهو ساكت ويرفع يديه ملوحاً للنظام بالرضا والقبول. فهذا الأمر أخي الدولة هي الآن مسؤولة عنها والكرة في ملعبها وليست في ملعب هذا الشعب المسكين، الشعب ثورته قامت سلمية وحتى الآن سلمية الشعب يحمل السلاح دفاعاً عن نفسه لا لأنه يحب السلاح وأكثر القوى العسكرية الضارية في الأرض، والله لو كانت هذه الدولة عاقلة لسعوا إليها بكل الطرق ويقولون تفضلي هذا حل لنخرج البلد من مأزق، البلد تسير إلى الانهيار بسبب هذه التصرفات اللاحكيمة وغير العاقلة التي تتصرفها..
عثمان عثمان: لو تخبرنا عن المبادرة فضيلة الشيخ؟
معاذ الخطيب: فهذه في السنة الأولى وفوجئت بعدها باعتقالي 11 يوماً، قلنا خير إن شاء الله أخي فداك يا بلدي..
بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام
في بداية العام الحالي، بداية شهر شباط اتصل بي أحد الأشخاص القريبين جداً من دائرة القرار الأولى في البلد وقال لي: يا أخونا أنت رجل تحب البلد؟ قلت له طبعاً، ما فيه مبادرة السفينة ستغرق بنا جميعاً قلت: نعم ونحن في خدمة البلد ولبيك، يا بلدي فيه فكرة وكانت الفكرة كما يلي: تكون هناك مجموعة عمل صغيرة تنشئ مسودة من أجل حل الإشكالات وترفع للأجهزة الأمنية حتى لا يعترض عليها معترض أخي أنت تريد أن تشطب ما شئت تضيف ما شئت ونتحاور معك بس أعطينا فسحة تتكلم أنت عن الرأي الآخر وغيره. بعد ذلك إذا حصل رضا من الاجهزة المختلفة قدس الله سرها الشريف ترفع إلى رئاسة الجمهورية بحيث يكون هناك اعتماد لها ن أعلى سلطة في الدولة وضمان وعدم التعرض لأفرادها لأنه عندنا شغلة الحقيقة مصيبة يعني الفرع يرضى عن الأمر ما فرع ثاني يعتقل الشخص لنفس السبب ففيه مشكلة نحن نريد ضمانة، بعد ذلك نريد أن نتواصل مع قوى المعارضة داخل البلد وخارجها بإذن ورضا وإطلاع الأجهزة الأمنية يا أخي ما فيه عندنا شيء سري لنقول لهم حقيقة سوريا في مرحلة خطر هناك الآن محاور صراع إقليمية الأمور تخرج من يد الدولة ويد المعارضة، هناك محاور صراع إقليمية ودولية وبدل أن تصفي حساباتها فيما بينها في أراضيها تصفي الحسابات في سوريا..
عثمان عثمان: كيف ردة الفعل على هذه المبادرة؟
معاذ الخطيب: شيء مؤسف جداً، لأكمل لك كيف كانت ستمشي، فبعد ذلك إذا أعطتنا الدولة الضمانات واتصلنا بالمعارضة ووجدنا الصيغة توجد الحد الأدنى من التفاهم قد يكون التفاهم على رحيل الدولة بشكل سلس، قد يكون التفاهم على التشاركية هذا أمر يحتاج إلى بحث واسع وخضنا في تفاصيل كثيرة فإذا نجحت هذه المسودة سنعلن عنها في مؤتمر وطني يحضره 500 شخصية من كل الأطراف من كل التوجهات من كل الثقافات من كل الأحزاب والقوى الوطنية في الداخل والخارج وعندها سيطالب الدولة ببعض الامور وكنا نتوقع ونطلب من الدولة أن تستجيب فيخرج هذا الأمر الدولة من حرج التدخل الخارجي الذي تدندن عليه في الليل والنهار أو في التدخل الخارجي فيه مؤامرة صح يا سيدي والله العظيم فيه تدخل خارجي والله العظيم هناك مؤامرة على البلد مخيفة جداً جداً هناك ناس كثر لست أنا، أنا أصغر واحد اشتغل في هذا الأمر..
عثمان عثمان: أين وصلت المبادرة؟
معاذ الخطيب: أنا فوجئت طبعا سأقول بصراحة كان يضطلع عليها بشكل دائم العميد ماهر الأسد ورفعت إلى اللواء آصف شوكت وقابلنا بنوع من الشدة غير متوقعة وأنا شخصياً ذهبت إلى أحد كبار ضباط الأمن في سوريا وعرضت عليه شخصياً وقال مبادرة جيدة دعنا ننتظر، ففوجئنا أنه وضع في وجهنا عراقيل من جهات أنا لا أعرفها ثم بعد ذلك وضعت في السجن..
عثمان عثمان: هذا كان ردهم!
معاذ الخطيب: وأنا لا أعرف أي شيء آخر..
عثمان عثمان: عائشة أبراج تقول: كان لبعض علماء سوريا الموالين للنظام السوري يد في غطرسة الأمن على الشعب كيف يمكن جبر هذا الضرر وإعادة الثقة في العلماء الذي يعملون بمبدأ سد الذرائع؟
معاذ الخطيب: أخي أنا أقول للشعب السوري وخصوصي لإخواننا المتدينين المتحمسين: كفوا ألسنتكم عن العلماء، العلماء أنواع: فيه علماء مواليين للسلطة ليس بشكل أمني أو بشكل موظف، هم عندهم أفكار دينية خرافية يحملونها كالاعتقاد أن هذا الحاكم الله موصي فيه بالذات، فهؤلاء يرجعون إلى تفكير معين ستنسفه الأيام نسفاً بصراحة، يعني أنا ألوم أحد العلماء مع الاحترام له كشخص وكإنسان ولكن يا أخي انا أرفض منطقه، عندما يدعي مثلاً يقول: اللهم وفق عبدك هذا الذي وليته زمام أمرنا. يا أخي لو قلت: اللهم وفق رئيس الجمهورية نقول: أنت معذور، تدعو له بالهداية، اللهم وفق عبدك هذا الذي وليته زمام أمرنا، يعني عم بيقول لهم للناس هذا قدر الله سبحانه وتعالى يريدكم أن تحملوه إياكم أن تخرجوا عنه! فمثل هذا النوع أنا أخي لا ألومهم صراحة اتخذوا موقفاً في شيء، ولماذا ألومهم في شيء هو يعلنه..
عثمان عثمان: ولماذا فضيلة الشيخ تلوم الناس عندما تتحدث في هذا الموضوع علماً أن العلماء هم من يجب أن يقودوا ثورات الإصلاح هذا عبر التاريخ أليس من حقهم أن يتساءلوا عن تراجع العلماء في الصفوف الخلفية هذا إن كانوا في الصفوف أصلاً؟
معاذ الخطيب: صحيح، هذا الأمر أخي لأنه فيه غبن للعلماء الآن ينتظروا الناس من العلماء أن يكونوا علماء شريعة وقادة سياسيين ومجاهدين أبطال مع الكتائب العسكرية ومتواصلين مع جيش الإعلام ولهم صلات دولية، يا أخي العالم له حيز معين يشتغل من خلاله..
عثمان عثمان: كلمة الحق؟
معاذ الخطيب: طول بالك علي، لا تأكل نصف جوابي. الآن أنا أقول لك أن هناك طبقة من العلماء توقع منها الناس أن تتصدر الأمور وتديرها لأسباب مختلفة: حسن الظن بهم، للطيف الواسع الذي يمثلونه، لأسباب مختلفة هؤلاء العلماء لم يكونوا في هذا الوضع ولكن هناك عشرات ومئات وآلاف من العلماء الصامتين الذين يشتغلون الحق بالصمت، هؤلاء الناس أخي يعملون في الليل والنهار من أجل مصلحة هذه الأمة لا أقول انقلاب ولا لثورة، يعملون أخي من اجل مصلحة هذه الأمة، هؤلاء الناس لا يتكلم بهم أحد، سأذكر لك أسئلة على سبيل المثال: يعني فضيلة الشيخ عبد الأكرم السقا رجل من خيرة الدعاة، هذا الرجل منهجه سلمي، أحد أبرز تلامذته شهيد الأمة العظيمة إلياس مطر الذي كان يحمل الورود والزهور للجنود الذين يقتحمون داريا ويحمل لهم الماء البارد في الأيام الحارة التي مثل الجمر، هذا الرجل سجن وعذب حتى الموت حتى اقتلعت حنجرته، الشيخ عبد الأكرم السقا له سنة وشهر من سمع به؟ حتى الجزيرة ما بثت اسماً واحداً يعني ممكن شخص هو يطلب الشهرة لنفسه، أحياناً تجتمع الأمور حتى واحد يظهر إعلامياً، فيه علماء كثر لا أحد يعلم بهم، من سمع باسم مثلاً الشيخ باسم هيلم؟ من سمع باسم الدكتور الشيخ محمد حمزة؟ من سمع باسم الدكتور خلدون الحسني الجزائري الذي نطالب بمحاكمة علنية له إذا كان ارتكب بحق هذه الأمة؟ وإذا لم يكن هناك شيء ارتكبه فيفرج عنه فوراً، من الذي سمع بآلاف من الدعاة الصامتين؟ في سوريا يا أخي الكريم أكثر من 500 داعية وعالم معتقلون في السجون، هناك أكثر من 260 عالم وداعية وشيخ ذهبوا شهداء وهم يدافعون عن أعراض الناس، الناس يا أخي تتسرع ولا تستطيع ان تحسن الظن بالعلماء حتى إشاراتها السلبية هي نوع من حب هؤلاء العلماء والالتفاف حولهم، أنا أقول لا تحملوا العلماء والتفوا حولهم لأن دورهم هو دور صمام الأمان في الأمة ضعفاء كانوا أم أقوياء تصدروا الصفوف أم لم يتصدروها أما مهاجمتهم بالجملة هذا مرفوض..
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ هناك من يأخذ على أن تسمى السنة اليوم يسمون طائفة وهناك من يقول أنهم الأمة هل هذا المصطلح مصطلح تسميتهم طائفة هو مصطلح مقبول وفي حال كانوا هم الأمة ما الضمانات المطلوبة منهم للأقليات؟ أسمع الإجابة إن شاء الله بعد أن نذهب إلى فاصل قصير فابقوا معنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بإذن الله بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
مصطلح السنة ومفهوم التدخل الخارجي
عثمان عثمان: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا الكرام إلى هذه الحلقة من برنامج الشريعة والحياة والتي هي بعنوان نحو حلف فضول من جديد مع فضيلة الشيخ أحمد معاذ الخطيب خطيب جامع بني أمية الكبير في دمشق سابقاً. فضيلة الشيخ هناك من يعتبر أن البعض تورط تسمية أهل السنة بالطائفة وهناك من يرى أنهم الأمة، في حال كانوا هم الأمة ماذا يترتب على ذلك من واجبات ومن سلوكيات؟
معاذ الخطيب: أخي الكريم أنا لا أحب الغرق في هذه التفاصيل، كل إنسان حر يطلق المصطلحات التي يريدها، ولكن أنا أقول بمرارة أن أهل السنة قد ظلموا ظلماً شديداً خلال الخمسين سنة محرومين من كل حقوقهم، لا أحد يتكلم عنها يعني ذبح الكثيرون من الناس أعدم الكثيرون سجن الكثيرون ما أحد تحدث، الآن يأتي بعض الناس ليحركوا بعض الأمور، أخي لا نريد أن ندخل في متاهة التقسيم، أنا أقول: أن أهل السنة هم حاضنة الأساسي في سوريا وهم الذين يلمون الشمل وهم الذين يحتضنون الجميع وأنا لن أذهب إلى التاريخ البعيد لكي أستشهد به سأذكر لك طريقة تفكير أهل السنة وهذه قصة مشهورة سمعتها من الدكتور شوقي أبو خليل رحمه الله نقلا عن الأستاذ هادي مبارك رحمه الله: رئيس وزراء سوريا فارس الخوري هذا رجل معروف عندما أصبح رئيساً للوزراء لم يعترض أحد من أهل سوريا لا عالم ولا عامي على توليه وهو إنسان مسيحي لأن هذا الرجل كان كفؤ وكل رجل كفؤ يجب أن يأخذ حقه ومنصبه، الرجل كان يقيم في منطقة الآن تسمى شورى تقريباً أو جامع الأفرم مقابل المسجد تماماً، مرة من المرات إمام المسجد مؤذن المسجد خرج يريد أن يؤذن لم يكن هناك مكبرات للصوت فلاحظ أن الضوء لا يزال موجوداً في غرفة رئيس الوزراء مواجه المسجد تمام، فقال ما يلي: قال: هذا الرجل سهر طوال الليل من أجل مصالح الناس، فالآن أنا إذا أذنت ربما هو يريد أنا ينام بعد دقائق أطفئ الضوء وقت آذان الفجر فربما أوقظه فاتجه إلى الناحية الأخرى من المسجد وأذن، في اليوم التالي استدعاه رئيس الوزراء فارس الخوري قال له: خير يا جارنا؟ البارحة لم أسمع صوت الآذان من المسجد، قال له: يا سعادة رئيس الوزراء أنا رأيتك طوال الليل شاعل الضوء ثم أطفأته عند الآذان، فأنا خشيت أن تكون الآن قد ذهبت إلى النوم ولا أريد ان أوقظك لأنك تقوم بمصالح الأمة كلها وأستطيع أن أؤذن في الجانب الآخر، فقال له: بالله عليك! المرة القادمة لا تؤذن إلا بالجهة التي تؤذن بها، والله لا أنام حتى ينفتح قلبي لاسم لله سبحانه وتعالى الذي يعينني في كل حياتي، أنا أطفئ الضوء ثم أستسلم لكليتي إلى اسم الله سبحانه وتعالى من أجل أن يعينني، هذا هو المجتمع الذي كنا نعيشه يا أخينا الكريم، فالمكون السني لا يريد أن يدخل في هذه المتاهة، المكون السني موجود والمكون السني وعاء للجميع وهو سيتابع طريقه وواجبه ودوره الإيجابي والسليم، وهناك أمر أبشر به الناس، اليوم حصل اتصال مع كتائب الفرقان، وفوضني مجلسها السياسي والعسكري بأن أعلن للناس أنهم أخي أي طائفة ولو بيننا وبينهم مشاكل الدنيا تتقدم إلينا شبراً فسنتقدم إليها عشرة أشبار وأي خطوة من أي طرف فنحن نتقدم إليه وهم بصدد صياغة عهد وقانون أخلاقي وديني وشرعي ووطني يحفظ دماء كل الناس لا يكون فيه انتقام لا يكون فيه حمل للسلاح، يكون فيه تعهد بالحفاظ على أموال وأعراض وأشخاص كل الأمة يا إخواننا نحن لا نكره أحداً، فيه قصة معروفة جداً الشيخ صالح علي الذي هو مفخرة من مفاخر السوريين في الجهاد ضد الفرنسيين أكثر إخواننا العلويين لا يعرفون هذه القصة، توفي أين؟ على ذراعي أخيه السني محمد المجذوب رحمه الله..
عثمان عثمان: اسمح لنا أن نأخذ الدكتور بيومي أستاذ العلوم السياسية في المركز القومي في البحوث الاجتماعية ينضم إلينا من الإمارات السلام عليكم فضيلة الشيخ؟
ابراهيم البيومي غانم: وعليكم السلام ورحمة وبركاته.
عثمان عثمان: إذن أنت معنا من القاهرة الآن.
ابراهيم البيومي غانم: نعم من القاهرة.
عثمان عثمان: دكتور في ظل الحديث عن مفهوم التدخل الخارجي وما يسمى بالشأن الداخلي، كيف تبرز الحاجة إلى حلف الفضول؟
ابراهيم البيومي غانم: في البدايات أحييك وأحيي ضيفك الكريم وأحيي الشعب السوري في ثورته الباسلة ضد الظلم والطغيان والنظام المستبد الفاسد الفاشل شأنه شأن الكثير من الأنظمة العربية التي أذقت الأمة الآمرين وأذلتها على مدى عقود طويلة، الشعب السوري الآن يخوض معركة، معركة الحياة والحرية، معركة الكرامة الإنسانية وعلى جميع الشعوب العربية أن تؤيده وتآزره في هذه المعركة لأنها معركته، ومعركة سوريا هي معركة الأمة العربية الإسلامية ضد هكذا أنظمة، بالنسبة لدعوة رفض التدخل الاجنبي بحجة المحافظة على السيادة الوطنية هذه دعوة حق يراد بها باطل لعدة أسباب: أولا السيادة الوطنية وعدم التدخل الأجنبي في الشعوب الداخلية إلا إذا جعلت من أجل المحافظة على الكرامة وعلى أرواح الشعب وعلى مصالح الأمة وعلى حرية الشعب وعلى مطالبه سواء في الداخل أو في الخارج، أما عندما تتخذ هذه الدعوة لإذلال الناس وانتهاك كرامتهم وهذا السيل وهذه الدماء المهدرة يوميا التي تتفطر لها قلوب الناس في العالم أجمع على مرأى ومسمع من الناس أجمعين، عندما يحدث هذا في سوريا يعني دعوة عدم رفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية تصبح بلا مضمون هذا من الناحية الإنسانية ومن الناحية الأخلاقية، من الناحية القانونية ومن الناحية السياسية هناك شيء في القانون الدولي اسمه حق التدخل الإنساني، عندما يعاني شعب أو تعاني أمة، أو فئة من الناس من الاضطهاد ومن الظلم أو من عدم امتلاك الحقوق الأساسية لهم حتى في أبسط معاييرها فهناك القانون الدولي المعاصر ما يسمى بحق التدخل الإنساني لمساعدة هؤلاء الناس والتخلص مما يقع عليهم من ظلم، وأعتقد أنك توافقني، والجميع يوافقنني الآن أن ما يتعرض له الشعب السوري هو إبادة جماعية، هو شيء غير مسبوق وغير معقول بالمرة، أن تتوجه قوات الجيش، القوات المسلحة، التي تم تسليحها وتطويرها وتدريبها من أجل الدفاع عن الشعب ومن أجل الدفاع عن مصالح الأمة السورية وعن مصالح الأمة العربية إلى أن تضرب وتقتل أبناء الشعب السوري بهذا الشكل الهمجي البربري الذي ليس له مثيل هذا من الناحية الإنسانية ومن الناحية القانونية، أيضا من الناحية الواقعية أية سيادة هذه التي يتحدثون عن حمايتها ضد التدخل الأجنبي، أين هذه السيادة من احتلال الجولان على مدى أكثر من أربعين سنة، من أكثر من أربعين سنة لم تطلق رصاصة واحدة، جندي واحد يحتل الجولان، وفي خلال أقل من سنة يقع هذا العدد الكبير من الشهداء الأفاضل الأبرار في سوريا من أبنائنا في سوريا وأخواتنا وإخواننا من الشيوخ والأطفال والآمنين في بيوتهم، من قال أن الصواريخ والمدافع والدبابات توجه إلى البيوت وإلى الدور السكنية ولا توجه إلى جبهات القتال، يعني بأي منطق نقبل ما يحدث في سوريا الآن؟ ومن الناحية أيضا الأخلاقية والإنسانية والقانونية في نفس الوقت من الضروري أن يتدخل المجتمع الدولي في ضوء وفي ظل عجز جامعة الدول العربية على مدى سنة ونصف لم تستطع أن تفعل شيء إلا مزيد من الدماء المغرقة الزكية في سوريا على يد هذا النظام المجرم، الفاسد المستبد..
عثمان عثمان: شكرا.
ابراهيم البيومي غانم: الوهمي..
عثمان عثمان: شكرا للدكتور ابراهيم البيومي أستاذ العلوم السياسية في المركز القومي في البحوث الاجتماعية كنت معنا من القاهرة، فضيلة الشيخ عندنا نتحدث عن حلف فضول من الذي ينضم لهذا الحلف الآن في سوريا؟ من الذي يتمثل في هذا الحلف؟
معاذ الخطيب: سأقول لك حلف الفضول الذي أطلبه أول شيء بين مكونات الشعب السوري، الشعب السوري بسبب خمسين سنة من التغيير الكامل للحريات والحقوق بعيد عن بعضهم للأسف، وكان يقول الإمام الشافعي من جهل شيء عاده، الساحة بلا شك فيها إسلاميون يحملون هم هذه الأمة، وهناك أطراف أخرى شاركت في حمل همّ البلد والمطالبة بالعدل، هناك علمانيون، هناك من أبناء المكونات الأخرى للشعب السوري، أنا سأقول يجب أن يكون هناك حلف فضول بين هذه المكونات داخل سوريا وخارجها، ما تقرره هذه المكونات المتحدة هو يكون قرار الشعب السوري، النظام معه حق كمبدأ قانوني لا يمكن لدولة أن تسمح بالتدخل الخارجي ولكن أنا أقول هل من حق روسيا أن تكون وصي على الشعب السوري؟ الشعب السوري لا يقبل أوصياء، وبهذه المناسبة اسمح لي أن أوجه رسالة إلى سماحة السيد حسن نصر الله الذي أقول له وبكامل الاحترام: يا سماحة السيد عندما قامت حرب تموز لم يبق بيتا في سوريا إلا فتح لأبناء هذا الشعب الذي كان يقاتل العدو الصهيوني، لم يبق بيتا إلا رفع رايات الجهاد من أجل نصرتكم، لم يبق مواطنا حتى الفقير إلا ودفع من ماله وقوت أبنائه من أجل نصرتكم، أنا أسألك بحق الله وأثق بجوابك، أين هو دم الحسين المسال في هذه الحالة؟ أين هو دم الحسين؟
عثمان عثمان: ولكن هناك..
معاذ الخطيب: هل مع النظام!
عثمان عثمان: هناك من يقول أن سوريا الآن تتعرض لمؤامرة كونية وهذه المؤامرة تستهدف محور المقاومة بشكل كامل؟
معاذ الخطيب: أي محور مقاومة؟ الشهيد الكبير عز الدين خليل أين استشهد؟ الشهيد الكبير عماد مغنية أين استشهد؟ أنا أريد من النظام السوري فقط مرة واحدة أن يشرح لنا نتائج التحقيق في هذا الأمر، من الذي يزج سوريا كلها؟ من الذي يضعف جيشه؟ لا يظن أحد أن تدمر أي آلية للجيش السوري أننا نسر! لا يسر أحد لا يظن أحد أنه عندما قتل أي ضابط أو عنصر أمن يسُرنا أبدا، هذه الضحايا كلها النظام وضعها للشعب السوري في مواجهة بعضه، فأنا أقول للسيد حسن نصر الله: يا سماحة السيد أين هو محور المقاومة والممانعة! هل هذا هو المحور؟! هذا سيؤدي إلى تغيير في الفكر الشيعي كما قلت في الفكر السني وفي الفكر المسيحي الديني لأن الدين الذي يقر الظلم ليس بدين، ومنهج أهل البيت، وأنا مع كامل الفخر، أنا ولله الحمد أنتسب إلى دوحة أهل البيت الحسني والحسيني فأنا أقول أهل البيت منهجهم هو التضحية من أجل الحق لا التضحية بالحق من أجل الباطل.
عثمان عثمان: نأخذ فضيلة الشيخ نور الدين قره علي من السعودية هو داعية إسلامي يقيم في السعودية، السلام عليكم فضيلة الشيخ، لا أسمعك دكتور؟
نور الدين قره علي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله.
عثمان عثمان: الآن نتحدث عن حزب الفضول، ما وسائل الالتقاء على هذا الحلف؟
نور الدين قره علي: حلف الفضول كلمة لا شك أسس عليه نبي الله عليه الصلاة والسلام ورسالته عالمية تصلح لكل زمان ومكان، وإن كان نعتبر الوسائل مرهونة بعصرها وبوقتها وكما تفضل الأستاذ معاذ نحن الحمد الله نمتلك هذه القضايا ذهنيا وتصوريا وعندما تتاح لنا الفرصة لا شك بأن تضافرنا كعلماء وخبراء ودعاة وحقوقيين يمكن أن ننشأ بما يناسب بلدنا حلفا يمكن أن نعلنه على العالم ككل وقد فكرت بعض التجمعات من مؤسسة مثلا علماء ودعاة الثورة السورية واجتمعت ببعض الحقوقيين وهي تأمل بأن تجتمع ببقية الكتل والروابط الإسلامية والحقوقية لإنشاء مؤتمر للإعلام الحقوقي في سوريا بحيث يسمع العالم بأننا والحمد الله ملتزمون بالصراط المستقيم، وأننا والحمد لله أصحاب رسالة تبدأ {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة:1] وتختم أيضا {قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)}[الناس: 1-4] نحن نعلم بأن رسالتنا تستدعي بعد أن تخلى وتخلت عنا مؤسسات حلف الفضول العالمي من بعد الحربين العالميتين أنشـئت هيئة الأمم المتحدة وامتلكت بعض الدول الكبرى حق الفيتو لحماية هذه المؤسسة من التغول، ولكننا للأسف بعد أن مرت الظروف وتمكن الناس وأصبحوا ينظرون إلى مصالحهم الخاصة تحول هذا الحق الذي يحمي الأمم المتحدة إلى نقدها وأصبحنا نمتلك ناصية القول ولكن لا نجد فعلا، عندنا مؤسسات هائلة في العالم كالجامعة العربية ومؤسسات حقوق الإنسان استدعيناها من أجل إيقاف هذا الظلم وهذا العدوان الغاشم ولكن رأينا بأنها تنتظر وتتمهل وتضيع الفرص لذلك لا بد أن هبة شعبية من خلال النخبة ومن خلال الأمة التي نرجو أن تتضافر معا وأن تسعى لتأسيس كتل معينة تعمل في الخارج والداخل وقد سمعنا من فضيلة الأستاذ معاذ بأن الذين يقاتلون يوصلون رسالة إلى العالم بأننا ننادي بالرحمة والحق ولكن دون التفريط في قضية حقوقنا..
عثمان عثمان: عندما نتحدث فضيلة الشيخ عن حلف الفضول نتحدث عن عمل جماعي وهو له قيمة كبرى وهو ربما يعتبر أحد أسس قيام الأحلاف لكن في المقابل هناك من يقول بأن الإيثار، إيثار العمل الفردي الأنا هي دائما حاضرة في ممارسات بعض أطياف الشعب السوري؟
نور الدين قره علي: والله أشكرك لأنك أنت تتفضل على قضية تربوية هامة ثقافية في قضية صلاحية الأمة بهذا العمل، نحن في تربيتنا ويا للأسف بدأت من الأنا التكتلية سواء كانت كجماعة أو مجموعات أو أسر أو قبيلة، نحن ننحاز دائما إلى الخاص وفي الخاص يمكن أن ننشأ كثيرا من مبادئنا تعاونا في الأسرة، تعاونا في المسجد، تعاونا استووا في المسجد ثم ننفض جميعا، ولكن عندما نخرج إلى العام تبدأ الفوضى ويبدأ كل فرد ينظر إلى مصلحته وكذلك عندما ننظر إلى القضايا الإنسانية العامة نفرط بها، فالمسألة تربوية والخطاب الذي أنشأ في القرآن يا أيها الناس هو أراد أن يلتفت الإنسان لذاته، ونحن أمة خروج، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[آل عمران:110] يخرج من ذاته يخرج من بيته من نفسه من مجموعاته ليكون رسالة خير إلى الناس، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا خباب: ((اصبر يا خباب لئن صبرت لتسيرن أربعين من مكة إلى صنعاء لا تخشى إلا الله))..
عثمان عثمان: شكرا.
نور الدين قره علي: ولا تخشى على غنمها يعني كان يبشر بالأمن والآمان والسلام ونحن في ليالي القدر الآن ليلة السلام هذه التي أنزلت فيها شرع السلام والذي أنزلت فيها القرآن، قرآن الرحمة..
عثمان عثمان: شكرا، شكرا فضيلة الشيخ نور الدين قره علي الداعية الإسلامي من السعودية، وأعتذر للمقاطعة، فضيلة الشيخ عندي سؤال هنا تحدثت عن حلف الفضول يضم كل أطياف العمل السياسي والاجتماعي في سوريا وذكرت العلمانيين، أحدهم يسأل وهو أحمد فاضل يقول: كيف يمكن أن نجتمع مع أعداء الدين من العلمانيين وغيرهم في حين لا يفعلون شيئا سوى التنظير، هكذا يعبر، كيف يمكن الرد عليه؟ ربما لا يتاح المجال إلا دقائق قليلة.
معاذ الخطيب: تمام، يا أخي العلمانيون قسمين في عندنا قسم يخاف من تغول الدين في المجتمع وأن يحمل بطريقة غير صحيحة، هؤلاء ما عندنا مشكلة معهم أبدا، وهناك علمانيون انتهازيون يحقرون الدين، هؤلاء نحن لا نستطيع أن نمنعهم من أفكارهم ولكن نقول حقيقة هم يشكلون عوامل كبح للمجتمع أو تعالي عليه فكما يكون هناك مكونات اجتماعية وثقافية ودينية، فأحد المكونات الثقافية في أي مجتمع هو العلمانيون، بصراحة واختصارا للأمور، الجسم الأساسي في سوريا هو جسم مسلم بمعناه الواسع بمعنى الدين الذين يحافظ على الوطن، والدين الذي يريد البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي الجيد، والدين الذي ينفتح مع الفن النظيف والحضارة والأمة والذي يعتبر أن كل مكونات المجتمع فسيفساء رائعة أوجد التنوع يا أخي هو اعتقاد ديني وليس هو أمر سياسي أو مرحلي، فالعلمانيون جزء من مكونات هذا المجتمع، أحيانا يعطون أنفسهم حجما أكبر معلش الشارع يثبت نفسه ونحن نقول بصراحة في ناس تنادي بدولة خلافة، وناس تنادي بدولة علمانية، نحن نقول سوريا هل أصلح لها دولة مدنية بمرجعية إسلامية تتسع للجميع ويتفاهم الجميع في صياغة مكوناتها لنعيش كما كنا قرابة قرون من التسامح والتراحم بعيدا عن أيدي الحكام الظالمين.
عثمان عثمان: ربما هذا جزء من جواب سؤال عصام عبد المولى يقول: ما هي رؤية الأستاذ معاذ الخطيب للعدالة الانتقالية بعد سقوط النظام؟
معاذ الخطيب: أخي كل من في الأرض وكل من في الداخل وفي الخارج يقول لا يوجد أحد يجب أن يحاسب بشيء لم يفعله، فهذا أمر واسع لا مجال للتفصيل فيه الإنسان يحاسب على ما كان صاحب القرار فيه، وليس على مجرد التشهي ولا على مجرد الافتراضات الظنية، حتى أخبروني بعض الإخوة الذين في السجون قالوا: والله التعذيب والضرب والأذى وحتى إذا متنا ما عندنا مشكلة، ولكن أخي نحن نريد الذي يجرم بحق الشعب، والذي يصدر الأوامر بالقتل وسفك الدماء واغتصاب النساء والاعتداء على الأطفال وهؤلاء أوجه رسالة إلى كل القوى العسكرية أن تتقي الله سبحانه وتعالى في كل تصرفاتها وأن تكون كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام وكما أوصى أبو بكر الصديق وكل خلفائه فيمن بعد: لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا شيخا ولا امرأة ولا طفلا ولا تعقروا بعيرا إلا لمأكلة ولا تحرقوا شجرة، يا إخواننا أخلاقنا تستمد من هذا الدين العظيم ولا يجوز أن نتعامل مع الناس بهذه الأخلاق المنحطة التي يعامل بها شعبنا السوري الآن، هناك أمور يعني والله يستحي الإنسان أن يذكرها فأطلب من كافة الإخوة أن يلتزموا بميثاق الله تعالى وبعهود الله سبحانه وتعالى وأن يعطوا قدوة لكل الناس في سلوكهم وفي تصرفهم وفي أخلاقهم، حتى الأسير لا يجوز أن يعذب ولا يجوز أن يهان ولا يجوز أن يقتل إلا بمحاكمة عادلة تتوفر له فيها سائر المقومات، فقط يباح الدفاع عن النفس، نحن لسنا، لا نريد القتل، ونتمنى أن لا يحصل قتل بالأمة أبدا، ولكن السلطة هي التي ألجئت الناس إلى حمل السلاح، وهي التي تلجأ الأطراف الكثيرة إلى طلب التدخل الخارجي الذي لا يتمناه أحد دوما ولكن ماذا تفعل هذه الأمة المذبوحة؟ فليجبنا النظام عن ذلك.
عثمان عثمان: باختصار شديد وبكلمات محددة، ما مسؤوليات وواجب المسلمين في العالم وأحرار العالم تجاه ما يجري في سوريا الآن؟
معاذ الخطيب: أخي هذه القضية لم تأخذ حقها هناك بعض الدول حتى الآن تنافق، انتبهوا يا إخواننا في الداخل والخارج، هناك جهات كثيرة تهمها مصالحها الإقليمية والدولية، انتبهوا فقط إلى مصالح هذا الشعب السوري، تضامنوا وكونوا يدا واحدة وتساعدوا مع كل القوى التي تحب مساندتكم من أجل الحرية والعدالة وهذه المبادئ الإنسانية العامة وانتبهوا إلى المكر القادم، والسلام عليكم.
عثمان عثمان: أشكرك فضيلة الشيخ الدكتور معاذ الخطيب، خطيب جامع أمية الكبير في دمشق سابقا لحضورك معنا في هذه الحلقة، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، أنقل لكم تحيات معد البرنامج معتز الخطيب والمخرج محمد الحموي وسائر فريق العمل، وهذا عثمان عثمان يترككم في آمان الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدين قره علي الداعية الإسلامي من السعودية، وأعتذر للمقاطعة، فضيلة الشيخ عندي سؤال هنا تحدثت عن حلف الفضول يضم كل أطياف العمل السياسي والاجتماعي في سوريا وذكرت العلمانيين، أحدهم يسأل وهو أحمد فاضل يقول: كيف يمكن أن نجتمع مع أعداء الدين من العلمانيين وغيرهم في حين لا يفعلون شيئا سوى التنظير، هكذا يعبر، كيف يمكن الرد عليه؟ ربما لا يتاح المجال إلا دقائق قليلة.