مقابلة أجرتها الصحفية شيرين الحايك مع معاذ الخطيب بتاريخ الثلاثاء ١٢ / ١١/ ٢٠١٣.
- مع اقتراب الاستحقاق الأهم في الأزمة السورية، “جنيف 2″، وما يحصل على هامشه من أحداث تبدأ من ممارسات “داعش” ولا تنتهي بالصور التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، عن كتب قيل إنها من مطبوعات مدارس الائتلاف، يتحدث رئيس الائتلاف السابق، أحمد معاذ الخطيب، لـ”المدن” مجيباً عن تساؤلات وقضايا هامة.
المعارضة السورية من طرف، القوى الخارجية من طرف، النظام من طرف، والشعب السوري يسخر من المسألة. ما رأيك؟ وهل تعتقد أن هناك أيّة فائدة حقيقية ستقدم للشعب السوري من الذهاب إلى جنيف٢؟
لا يستطيع أحد جرّ شعب خارج إرادته، ولا أرى أن فوبيا جنيف مفيدة. قدرات الطاقم الذي سيذهب ومهارته هي التي ستؤدي إلى مكاسب أو خسائر.
الانتقاد لا يحل مشكلة، والجسم الثوري عليه أن يفرز قيادة سياسية تواجه الواقع ولا تتجاهله. أخطأ الائتلاف عندما قال إنه سيتواصل مع الثوار في الداخل، لأنه كان يجب أن يعقد اجتماعه بعد التواصل والتفاهم مع الثوار، ولا يستخدم الأمر كإجابة دبلوماسية. كما أنه من المؤلم جداً أن يكسب النظام مكاسب سياسية نتيجة تشتت المعارضة وعدم اتفاقها على رؤية موحدة.
- لم يسمع لك تصريح واضح بالنسبة للانتهاكات التي تحصل ضد السوريين باسم الدين وترتكبها الدولة الإسلامية في العراق و الشام، “داعش”. ما رأيك وما الآلية التي تعتقد أن على السوريين أن يتبعوها للتخلص من ديكتاتورية “داعش”؟
لا يهمني الاسم، ما يهمني هو المنطلقات. نحن مسلمون ولدينا فهم متوازن للدين، وطبيعة شعبنا مبنية على التسامح والانفتاح، وهناك نقطتان هامتان تتعلقان بذلك، وتم ذكرهما مرات كثيرة. أولهما أننا ضد كل فكر يستبيح دماء الناس، أو يفرض نفسه بالإكراه، أو يفتت نسيجنا الاجتماعي. و ثانيهما أن العالم كله أصبحت مشكلته التطرف الإسلامي، ويتعامى عن كل أنواع التطرف الأخرى، وتهمّه، كما سبق وذكرت في مؤتمر روما، طول لحى المقاتلين أكثر مما تهمّه دماء السوريين.
نرفض أي فكر متطرف وغريب، ولكننا ندرك الظروف التي تدفع الشباب إلى مثل ذلك، وواجبنا التواصل معهم وليس المشاركة في نحرهم، كما تريد العديد من الجهات، وإذا كنا نقبل التفاوض مع النظام لحقن الدماء فهؤلاء الشباب أولى الناس بأن نقترب منهم ونتفهمهم. كثيرون منهم طيبون جداً ومخلصون، ولكن هناك جهات واختراقات إقليمية ودولية تريد استثمارهم. هدفنا إطفاء الحريق الذي يشعله أي طرف.
- انتشرت صورة قيل إنها لإحدى صفحات كتب التدريس في مدارس الائتلاف وعليها صورة لك مع وفد المعارضة إلى القمّة العربية مع مقتطفات من كلمتك التي ألقيتها هناك، هل لك علم بذلك؟ وبماذا تعلّق في ظلّ أنّ العديد من السوريين وجدوا في ذلك استهتاراً بالثورة التي بدلت “الأوجه البعثية” ولم تبدّل المبدأ؟
تركتُ الائتلاف نهائياً، ولم أعلم بوضع الصورة والخطاب إلا من مواقع التواصل الاجتماعي، ولم أطلب ذلك. كما أن هناك خطأ فيما نُشر وهو أنني لست دكتوراً، وفي نفس الوقت تأسفت لكثير من التعليقات التي تعكس أمراضاً اجتماعية أو حسداً شخصياً وعللاً نفسية. كان بالإمكان الانتقاد بشكل موضوعي والاعتراض بدون إهانات شخصية.
لا أضع في صفحتي الشخصية صوري، حتى الرسمية منها، وهناك أمور كثيرة كنت أحرص على إبعاد الكاميرات عنها. المنتسبون إلى الثورة بدون أخلاق هم وثائق مزورة تؤدي إلى الضعف والتشظي.
- دعيت النظام إلى الحوار سابقاً وكنت تجدُ سبيلاً لحلّ المشكلة عن طريقه، ما المخرج برأيك اليوم؟
الحوار انتهى وقته، وطرحنا مبادرات للحوار كان جوابها التعالي أو السجن. أكبر أزمة ستواجه التفاوض هي كذب النظام، ورغم ذلك فلا ينبغي إغلاق هذا الباب.
ما زلت أرى أن التفاوض أحد طرق الخروج من الأزمة، وأعتقد أن الأمر ممكن ومقبول فكل الجهات في مأزق حقيقي، ورأيي أن يحصل تفاوض مباشر مع الجهات التي تملك مفاتيح النظام، فالنظام عملياً الآن مجرد شبح يعمل لصالح سلطة احتلال.