بيان إلى الشعب السوري
منذ نشوء الائتلاف والقوى الاقليمية والدولية تحاول التلاعب به وجره إلى رؤاها.
لسنا نرفض التفاوض مع النظام من أجل إنهاء معاناة شعبنا، وتوفيراً للوقت والدماء والخراب، ولسنا نمانع من الذهاب إلى جنيف، ونعتقد بأفضلية الحل السياسي، ولكن خضوع الائتلاف للضغوط تجاوز كل منطق، وبينما يحتاج قرار مصيري لشعب حر إلى توافق واسع، نجد أن قيادة الائتلاف بالتواطىء مع اللجنة القانونية ورئيسها قد عدلوا الأصوات المطلوبة والتي تحتاج في مثل هذا القرار الخطير إلى موافقة ثلثي الأصوات ليصبح المطلوب هو النصف زائد واحد! ولما كان حتى هذا النصف زائد واحد غير متحقق، فقد اخترع رئيس اللجنة القانونية بدعة: النصف زائد واحد من الحضور، ليحتقر الائتلافُ ويطوي بذلك كل الشعب السوري، مختزلاً القرار في عصابات حزبية قد لاتقل سوءاً عن النظام نفسه.
ومن ١٢١ مائة وواحد وعشرون عضواً كان هناك ٥٨ ثمانية وخمسون من الموافقين، و١٤ أربع عشرة من المعارضين، ٤٤ أربعة وأربعون من المقاطعين، و٤ أربعة غائبين ، وورقة واحدة بيضاء.
لانعارض الذهاب إلى جنيف كمبدأ ومن دون شروط سياسية أو عسكرية مسبقة دفعاً للأمور نحو حل سياسي ينقذ بلادنا من فناء وجودي محدق بها، ولكن هناك مطالب إنسانية تعهد الائتلاف بعدم الذهاب دون تحققها وهي:
- إطلاق سراح المعتقلين وخصوصاً النساء والأطفال.
- فتح ممرات إغاثية لكل المناطق المحاصرة.
- إيقاف قصف المدن والقرى بالطيران وإلقاء البراميل المتفجرة.
كان على الائتلاف أن يحافظ على كرامة أهلنا ودمائهم، بالإعلان عن الامتناع القطعي عن الذهاب حتى تحقق الشروط الإنسانية، ولكنه خضع للضغوط الدولية وأظهر جبناً سياسياً غير مسبوق.
إن الدول الراعية للمؤتمر، والتي تزعم أنها لاتستطيع الضغط على النظام، تتصرف بطريقة غير إنسانية عندما تبقى ُتمد النظام بالسلاح (روسية تحديداً) والتي تشارك في ُشرب دماء السوريين وتضغط كل يوم في اتجاه تدمير حريتهم، أما الولايات المتحدة التي لاتظهر جدية أمام المذابح التي يتعرض لها شعبنا، فقد ضغطت ومهدت لمصادرة سلاح سورية الكيميائي وحل معضلته خلال أيام.
أين شروطكم يا أعضاء الائتلاف، والطائرات قصفت اليوم عشرات المواقع في كل سورية وجعلت سماء حلب جحيماً وأرضها ناراً.
ماهي الضمانات التي أعطيت لكم؟ ومن قبل من؟
إن الذهاب إلى جنيف دون تحقق المطالب الإنسانية هو استهانة مُخزية وجُبن سياسي من قيادة الائتلاف وأعضائه الذين وافقوا على الذهاب، وكان عليهم أن يجهروا بالحق في وجه الدول الاقليمية والعالمية، وأدعو إلى المقاطعة التامة للائتلاف حتى يلتئم بممثلين حقيقيين ممن لا ُيشترون بمال، ولا يبيعون أنفسهم بمناصب تافهة يحلمون بها، ولا يخضعون لضغوط ،،
سلام الله على الشهداء والصامدين والمرابطين، والأسرى والحرائر في السجون، وسكان المخيمات والمضطهدين والمهاجرين، والأيتام والجرحى والمعاقين، والحرية لشعبنا مهما طال الطريق،،
أحمد معاذ الخطيب